بعيداً عن سماحة الدين .. الوأد الانثوي ما زال قائماً – ايمان عبد الملك

محطات نيوز –  نتساءل دائما عن حال بعض النساء العربيات ،هل هناك مخطط لحجبهن عن الساحة الاجتماعية؟؟ وكيف لنا ان نجسد دور المرأة لترتقي وتتطور وسط التعصب الذي يحّد من تقدمها، ليحرمها من دورها الاساسي في مسيرتها في الحياة، نقف مندهشين وتتراءى أمام أعيننا المشاهد المظلمة نتيجة القوانين الجاحفة التي سنت بحقهّن لتقيدهّن نتيجة التقاليد التي حطمت من طموحهن وخاصة عندما فرض عليهن النقاب الاسود في الحياة، لتسوّد ايامهن وتحد من تقدمهن ويحكم عليهن بالقوقعة داخل سجن ياسرهن مدى الحياة، لا تخرجن منه الا بالممات عندما تلتف اجسادهن بالكفن الابيض.

وعندما يتكرر على مسمعنا بأن هناك من يمارس الوأد على الانثى برغم تطور المجتمعات في القرن الواحد والعشرين بعد اكثر من 1600 سنة مرت على فجر الاسلام، يتراءى أمامنا العالم باكمله وهو ينعم بالتقدم ليصل الى ارقى درجات العلم والمعرفة والتكنولوجيا وتصدمنا عقلية اهالينا التي ما زالت مقوقعة داخل صدفة التخلف متمسكة بزمن ولى يذكرنا بالعصور الجاهلية حيث كانت الفتاة تدفن وهي حية خوفاً من العار الذي ستلحقه مستقبلا لاهلها، بعيداً عن الانسانية والوعي والتطور، وذلك بعدم التطلع للتمدن والاستمرار للامد البعيد.

الوأد عادة وتقاليد عربية قديمة جاءت لتميز الذكر عن الانثى، رفضها الدين يومها ولكن الفتاوى التي قامت من قبل مشايخ الدين عززتها وفرضتها بأسلوب ضيّق، لتبقى المرأة اسيرة الرجل واسيرة الظلمات التي تتحكم بحياتها ومستقبلها ومستقبل اولادها من بعدها. عداك عن سبي النساء التي نسمع به هذه الايام بصورة مروعة والاعمال المشينة التي تقوم بها عن عصابات داعش والارهاب القائم بمجتمعاتنا مما يزيدها تخلفاً وتحكماً بحياة انسانة كتب عليها الشقاء وحرمت من المشاركة بحقها في اداء دورها الحقيقي في الحياة من خلال توعيتها وتنمية ثقتها بنفسها ومعاملتها كفرد ناضج تقدم كل ما هو جميل لبيتها ومجتمعها ووطنها.

ان ظاهرة الوأد لا تمت للدين بصلة انما هي عادات وتقاليد فرضت على المرأة وأسرتها نتيجة فتاوى رجال الدين لتحبسها اسيرة التطرف، اكثر ما هي مظاهر تدين او حشمة تعكس تخلفاً في المظهر وتؤثر سلبًا على تربية اجيالها مما يعزز فكرة احتقار دورها وتغرز في ذهنهم نجاح الانا الذكورية مما تبعدهم عن ثقافة الرقي ليغرقوا بظلام التخلف والجهل وتترسخ بعقليتهم المستبدة ان المراة عورة ناقصة عقل ودين، لامنصب لها، ولامستوى اجتماعي يساعدها على ان تجد نفسها وتبقى غارقة في عتمة القيود واسيرة التقاليد.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات