شربل سلامة لمجلة إلّا: نعيش الكوارث في عرض البرامج المدعومة من برّا ومفلسة من جوّا

محطات نيوز _ ضمن حوار اجرته الزميلة رلى الحلو  لمجلة “إلّا” مع مدير تحرير صحيفة “محطات نيوز” الالكترونية الزميل شربل سلامة كان له التصريح التالي وسجل خلاله عدة مواقف.

انطلاقته الاعلامية كانت من قناعته ان عالم الصحافة والاعلام هوعالم منفرد بذاته يعبر عن المجتمع وقضاياه وافرادة ان انسانيا او اجتماعيا او ثقافيا او فنيا او حضاريا، يكتب ليطرح قضية، يحاور ليخرج من ضيفه مكنونات كثيرة يجهلها المشاهد وقد يجهلها الضيف نفسه، الصراحة والجرأة تتغلبان على شخصيته فيتفرد بما يقدم ويبرع فيما يقول، جمع المثلث الصحفي من اطرافه مشدشدا زواياه دون ركاكة فكانت ثقافته وحضوره هما الضوء الاخضر للفت القارىء والمشاهد والمستمع اذ انه يخوض غمار المهنة بذكاء وحنكة دون ان يتأثر بالمجريات الفاضحة على الساحة الاعلامية واجدا ان رسالته تكمن في عالم من الوضوح دون ان يلوث الورق الابيض الصحافة المأجورة، شربل سلامة الصحافي الراقي والمتميز أهلا بك في صفحات “إلّا “.

1- شربل سلامة حدثنا عن بداياتك الاعلامية ؟

بدايةً يتحدد الإنسان بمقدار فكره وعطائه، وانطلاقاً من هذه القناعة اخترت قدري. وانطلقت بمسيرتي من خلال معرفتي بـ مديرعام مدرسة المركزية في جونيه ومؤسس إذاعة “لبنان الثقافة” الأب وديع سقيم، حين طلب مني أن أعد وأقدم برنامج (خواطر) عن الشعر، احاور فيه، ضيوفاً في المجال الثقافي، والأدبي. لإيماني بأن الثقافة رسالة، وبأن المثقف هو الضمير الحي للمجتمع. والصوت المعبّر عن خلجات الوطن وتطلعاته.

2-جمعت الصحافة من اطرافها الثلاثة مكتوبة مسموعة ومرئية أين تجد نفسك اكثر؟

لا شك أن لكل موقع رونقه الخاص، الصحافة المكتوبة هي الثقل الاكبر، لأن الكاتب يجب ان يكون متمكناً من قواعد اللغة العربية ويحوي ما يكفي من الثقافة كي تصل كلمته بشكل سليم الى هدفها المنشود، اما الاعلام المرئي، هو جواز السفر للعبور الى الشهرة من خلال الاطلالات التلفزيونية، والمسموع هو الأقرب، لأنني من عشاق المذياع والجلوس خلف الميكروفون.

لا شك أن لكل موقع رونقه الخاص، الصحافة المكتوبة هي الثقل الاكبر، لأن الكاتب يجب ان يكون متمكناً من قواعد اللغة العربية ويحوي ما يكفي من الثقافة كي تصل كلمته بشكل سليم الى هدفها المنشود، اما الاعلام المرئي، هو جواز السفر للعبور الى الشهرة من خلال الاطلالات التلفزيونية، والمسموع هو الأقرب، لأنني من عشاق المذياع والجلوس خلف الميكروفون.

3-برأيك ما هي الصفات الاساسية ليكون الاعلامي ناجحا؟

دعيني أعترف وأصارحك القول: كي لا يتراجع، دور الإعلام وقيمته، ومن ثم دور الإعلامي ورسالته، عليهما أن لا يسمحا للسيف أن يسود على القلم، وأن لا يغلب المال على الفكر والضمير، وان لا تنتصر القوة على المنطق، وأن لا يسيطر النفاق على الاجتهاد

4-انت اليوم على قناة تي في تشاريتي وهي قناة توجهها مسيحي، كيف قمت باقناعهم بتقديم برنامج فني متميز؟

من بعد انطلاقة قناة تي في تشاريتي، التي تمثّل كل الطاقات العلمية والأدبية والفنية الساعية التي تسعى دوماً، الى تنوع برامجها، الدينية، الثقافية، والاجتماعية، لتؤدي إلى اضفاء جو من السلام والأمن والتقارب عند المشاهد، في المجتمع اللبناني وغيره من المجتمعات…  واصبحت هذه القناة، بالنسبة الى فئة كثيرة من الناس، ضرورة ملحة، تهدف بشكل مباشر الى تعميم الوعي المعرفي بين أفراد المجتمع كافة، وتوفر لجيل الشباب المناخ الصلح ليستطيع القيام بدوره الطليعي، خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نجتازها اليوم، ويجتازها معنا الوطن. فهي وسيلة الجميع الى نهضة متقدمة وفيها برنامجي الذي يعتمد مواضيع فنية راقية، التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة، كما وان الكنيسة لم تعترض يوماَ على مثل هكذا برامج، وهنا اعتبرها فرصة، كي اوجه تحية وشكر الى مدير عام القناة الأب جان بو خليفة، على ثقته بي، وبما اقدمه، لأنه يدرك جيداَ اني لا اهوى الفن الهابط والسخيف يوماَ، ومن هنا انبثقت قناعة الأب خليفة، بفكرة البرنامج وقدم لي كل التسهيلات، كي يكون برنامجي حافل بالأسماء الكبيرة التي نعتز ونفخر بحضورهم…

5-ترأس ايضا محطات نيوز لصاحبها الاعلامي عماد جانبيه ما اهمية العمل مع صحافيين مخضرمين وعلى ماذا تعتمد محطات لتتميز ضمن المواقع الاخبارية؟

ليس في الإعلام منطقة تتولى الأمم المتحدة فيها الفصل، فهو يرتكز على المثلّث الابداعي المكتوب، المرئي، والمسموع، المرتبطة أهدافي به، والتي تدور أيضاً، حول الخطوات الواجب اتباعها للسيرعلى طريق هؤلاء المخضرمين الناجحين، مثال الصحافي رئيس التحرير الاستاذ عماد جانبيه، الذي حملني الأمانة، بدورها التنويري ورسالتها الواعية. لأكون في موقع المسؤولية، تحت نظره، ومن دون تدخله و منحني الثقة، فاسند لي ادارة صحيفة محطات نيوز، بصفة مدير تحرير، ومهمة الاشراف على مواضيعها، وتعلمت منه في بعض ما ينبغي على الأستاذ مع تلميذه أن يقوم به، في ميدان الاعلام وتقنياته… فهو قبطان السفينة بدوره القيادي، لجيل يريد أن يصل الى بر الآمان في بحر الصحافة والاعلام، فيستحق منا جميعاً ما يتجاوز التحية بكثير… اما بالنسبة لمحطات نيوز فهي صحيفة إخبارية الكترونية باللغة العربية، تقدم خدمات إعلامية، وإعلانية راقية ومتميزة وغنية ومتنوعة، ومنافِسة، للبحث عن الحقيقة، والعمل من أجلها، وانارة طريقها… لتشبعُ فضولَ القارىء اللبناني والعربي، على السواء اينما كان. كما انها تسعى الى الريادة في عالم الخبر، ونقله، وتغطية الأحداث بدقة وموضوعية، وبرؤية عربية، أياً كان الحدث وموضوعه، أو موقعه، بأمانة وصدق، وجرأة وإقدام وتمرس. توفر محطات نيوز حوارات ولقاءات مع شخصيات سياسية، اقتصادية، ثقافية، اجتماعية، ومع خبراء وأكاديميين ومتخصصين في مختلف المجالات. ومهمتهم ستكون رصد الضوء وتسليطه على كل تجربة وحالة وقضية تستحق اهتمام المتلقي. من هنا نراها شاملة بالشكل والمضمون، وانا فلقد اغنيتها اكثر بالمواضيع الثقافية، الفنية، والإجتماعية…

6- ما رأيك بموجة اعادة البرامج وكانهم يقولوا لنا افلسنا من الافكار ومن الانتاج؟

هناك قول مأثور: خذ من اليوم عبرة ومن الأمس خبرة، والمشكلة عند اللبناني انه يحب الماضي لأنه ذهب، لكن لو عاد لكرهه. كما وان اكثرية المحطات التلفزيونية وبحكم حاجتها للمال لا تقبل فكرة برنامج الا وتكون مربوطة برعاية اعلانية، وها نحن اليوم، نعيش الكوارث في عرض البرامج المدعومة من برّا ومفلسة من جوّا.

7-هل من برنامج حلمت بتقديمه وكان حصة غيرك، وما هو؟

للحقيقة كلا، الكلام في بعض الأحيان لا ينجز شيئاً، لكنني املك افكاراً كثيرة، على امل ان اترجمها في الواقع.

8-نعرف انك تكتب الخواطر والشعر لماذا لم تصدر اي ديوان حتى اليوم؟

بكل تجرد ليس من هناك من سبب وجيه مع العلم، املك في درجي مواد كتاب جاهز للطبع، وعلى ما يبدو لم يحن الوقت بعد لإصداره.

9-اخر كتاب قرأته وماذا تعلمت منه؟

ان أبرز ما قرأت مؤخراَ، كتاب عن الماسونية العالمية لإهتمامي في كل شيء يكون مسيطراً، ومن بين كلماته لفتني عبارة “ان اردت استطعت”

10-اخر تعليق قرأته لاحدهم عالفيس بوك واستفزك؟

اغلب ما اقرأه يستفزني، للاسف، لإعتبار الأكثرية ان الفيس بوك مساحة للحرية المطلقة، فتداخلت الحدود بين الحق والكلمة. وكشف المعلومات وبين ميل البعض الى استغلال هذه الحرية لأغراض اما شخصية أو سياسية.

11-نراك ناقدا صريحا لما تقرأ دون خوف ما ينقص الانسان ليكون جريئا ؟

لا ينمو النقد في الفراغ، وهناك سبباً يجعل وجود النقد ضرورياً، هو أن النقد قادر على الكلام بينما الفنون كلها خرساء، وبالنسبة لكون الانسان أن يكون جريئاً، فمن أول واجباتي، البحث عن الحقيقة وتحري الدقة، وتحمل المسؤولية في تحكيم ضميري المهني، وهنا يولد التلازم لتنشّيط العقل، وايقاظ الفكر، ليكونا مفتاح المدخل الحقيقي للجرأة ولأي تقدّم. اضافة الى ذلك، أن يكون الإنسان متابعاً، مثقفاً، تفكيراً وسلوكاً. المستشرق ارنست غيلر سأل أيضاً: هل يمكن أن تكون هناك حرية بلا تعبير؟ الرد بالطبع لا. فنحن في حاجة الى فضاء الحرية لمواجهة تحديات هذا العصر، عصر المتغيرات والتطورات الحادة والعنيفة، ولكي يكون لنا وجود فاعل والقدرة على التطور باشتراكنا الأمثل لكل منجزات العصر..

12-كلمة اخيرة؟

اود أخيراً، ان اشكرك صديقتي رولا على هذا اللقاء وانا افتخر بصدقاتك… اتمنى كل التوفيق والتقدم والازدهار لمجلة إلّا الاكترونية ولرئيسة تحريرها الصديقة الاديبة غادة فؤاد السمان وشكراَ لاهتمامكم لشخصي.

(نقلاََ عن مجلة إلّا)

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات