محطات نيوز – لما حِكْيِتْ معلولا قالت: أنا هون، بشر وحجر، وجبال ناحتا إزميل ألله والزمان، وصخور بتشبه جبين فلاح، وبيوت معلّقا بالصَّخر متل قناديل المسا، ومغاور بتلبس صلا النسّاك، وكنايس وديورا ومزارات بتعزم السما تصلي فيا.
أنا هون قبل الكل. من قبل ما يكون في إنسان ع الأرض. ومن قبل ما يكون في دين وشرايع وعقايد. ومن قبل ما تقوم بالدني أنظمة حكم. فتحت قلبي وبيوتي لمين ما بدو يحس حالو قديس، ولنو لنهار. وزهَّرت أرضي عجايب. وبعدني بحكي لغة المخلِّص، مش ناقصا ولا حرف.
أنا بخطر. مش لأنِّي مَعْلَمْ مسيحي تاريخي وحضاري وإنساني. ومش لأني بأيِّد نظام وبعادي منظَّمات. ومش لأنو ولادي يا استشهدو يا تهجرو، ت صرت مدينة أشباح. بس لأني حسيت حالي مُهملي، كأنو المطرح اللي فيه تنوع، ما بقا لازم يكون إلو وجود ومعنى، وسياسات الدول بتدعس عليه وبتمشي.
عيب ع مجتمع دولي بيجتمع ت يقرر حرب، وما بيحكي كلمي ت يحمي قيمي حضاريي إنسانيي، أهم بملايين المرات من مبنى بشع ومخادع ومتل خيال صحرا بنص نيويورك، هو مقر الأمم المتحدي، بس ما بعرف ع شو متحدي، يمكن عليي وع القدس وع وادي قنوبين وع دير القديسي كاترين بسينا وكنايس الكرَّادي بالعراق… وع كل مطرح بيخلي هـ الشرق واحة تنوع وتعدد، مِنّو انطلقت ديانات السَّما ع الأرض، ليش بدو هـ العالم يلغي منُّن دياني؟
عيب… لما بدا الحضارا تنباع بصفقا سياسيي، أو بمشروع همجي بيناقض كل الشرايع اللي بتدعي الحفاظ ع حقوق الإنسان وأهما حقو بالمعتقد والتعبير.
وصلتلي هـ الرسالي ع ضميري، من أول طلقة رصاص ع معلولا. حسيت كأنو كل الشرق صار من لون واحد، وكأني انقلعت من أرضي، اللي عرفت مصير معلولا، ميات المرات. كتبت:
الْقَلْب عَمْ يِهْتُفْ لَمَعْلولا
عَمْ يِخْفُق وْقِلْقان وِالْخاطِرْ كَسيحْ
وَقْفي، وْكِلْمِةْ حَقّ رَحْ قولا:
ما نِصْلبو بَعْد… نْصَلَبْ مَرّا الْمَسيحْ.
أي… انصلب بعد مرّا، لأنو انتركت معلولا لمصيرا، متلما انتركو خياتا قبلا. هيك كمان قريت برسالتا.
ما قبلت ما إغضب، خصوصي لما تعمقت أكتر بتاريخ هـ البلدي المسالمي اللي بتضيِّف ريحة بخور وقداسي ومحبّي. وكتبت:
صَخْرِكْ يا مَعْلولا شَقِعْ إِزْميلْ؟
وِمْعَرّمين جْبالِكْ… يْطالو السَّما؟
صَخْرِكْ شَقِعْ صِلْبان وِتْراتيلْ
وِجْبالِك لْإيماننا قْناديلْ
لَوْحِةْ صَلا… بْخَشْبِةْ صَليب مْنِرْسِما!!!
قلت يمكن جلجلتا وجلجلتنا بهـ الشرق بعدا طويلي، وقدام صمت المجتمع الدولي، ومشهد إجتياح معلولا، قلت: صار بدّا عجيبي. ما بقا فيه إلا العجايب. وكتبت:
النّار تَحْت دْقونُن السّود،
وْتَحِتْ حِقْد الْوَسَخْ بِقْلوبُن السّود
الْوَقِعْ دَقّاتُن بْيِشْبَهْ طوابير الْجمالْ.
عَيْنُنْ عَ مَعْلولا
ومَعْلولا؟؟؟ الْجَمالْ.
ما بِسْأَل اللِّبْسو الجِبّي وِالْعَمامي،
بِسْأَلَكْ رَبّي الْحِلو… الْأَحْلى،
الْقَوي الْأَقْوى،
الْغَضَبْ المْقَدَّس،
بْساعِةْ القَلّو بِالدِّني وْخِلْصو الرّجالْ…
مِشْ حَقّ يِنْشَكّبْضَهِرْ مَعْلولتَكْ
خَنْجَرْ جِهِلْ وِرْماح حِقْد وْكِفْر وسْناسِلْ غَبا…
وْما إيدَك تْرِدُّنْ، وصَوْتَكْ يِمْحِيُنْ…
رَبّي… ما تِحْكي… بْعات شي خِيّال،
عَ ضَهْر الْحَكي،
بْيِكْفي ن فَيِّتْ قامتو الْبَيْضا عَ مَعْلولا…
يخافو مْنِ الْخيالْ.
رَبّي… ما بَدّي سَيْف،
عَمْ بِشْحَدْ خيالْ…
وبعيد العدرا اللي بتحس شخصا ع صخر معلولا كأنا هلق طلعت بتيابا ع السما، هـ العيد اللي ما قدرو أهاليا يحتفلو فيه متل كل سني، كتبت:
قَوْلِكْ سِمِعْ؟
لَأْ ما سِمِعْ…
يِمْكِنْ وَحيدِكْ بِالْخَلِقْ مَشْغولْ.
قَلْبي عَ مَعْلولا
ومَعْلولا بْخَطَرْ.
بَلْكي يا عَدْرا،
تْزَكَّري قانا، وكيف تْسَرَّعِتْ
ساعِةْ أُلوهيتو، وْما أْمَرْتي… وْأَمَرْ
وِالْمَيّ صار نْبيد، وِالْكِلْمي إِلو…
مَعْقولْ؟
بَلْكي الْعِرِسْ الِجْديد مَعْلولا،
وإِنْتي تْسَرّعي ساعِةْ خَلاصا
الْيَوْم عِيدِكْ، مَرْيَم،
وْأَيْلول كِمّو بِالشِّتي مَبْلولْ،
ما يْكون وِجّو بِالدَّمِعْ مَبْلول
هَـ الأَيْلولْ.
وكان لا بدّ من موقف… ممنوع ينسَكَت عن هـ الجريمي اللي عم يرتكبا حقد أعمى وجهل بيرفض حدا يكون مختلف عنو، من أي دين كان… يا كل العالم جهّال متلو، يا كل العالم محللين للدبح… فشرو. يا مع معلولا وإخوتا بأنطاكيا وسائر المشرق… يا مع مشروع إلغاء التنوع بالشرق. نَقّو. وكتبت:
يا صْخور مِنْ “آرامْ” مَعْلولا،
يا دْناب وِشْراشيب لِـ”النُّصْرا”.
فَوْق… السَّما طِفْلي وْع مَرْيولا
صورِةْ العَدْرا وْعيد أَيْلولا،
وْتَحْت الْكِفِرْ… وِجْهَنِّم الْحَمْرا.
نحن مع الفوق… وخلي التحت لجهنم الحمرا.
يا معلولا، أنا الموقع أعلاه، مش طالع بإيدي غير عبر بالكلام وبالصلا. مسحت دمعتك بهـ الكم قصيدي. وعقبال ما إبكي فرح ع مدبح من مدابح كنايسك الخمسين، وقدام صخرك اللي منو منطال السما، يوم اللي بترجعي لأهلك ولكل مؤمن بالجمال والحضارا والإنسان.