حكومة الحل “الدايم… دايم”! – حبيب يونس

محطات نيوز – الدايم دايم… ولد المسيح، وخُتن، ثم اعتمد في نهر الأردن، ومرَّ ببيوتنا ليلًا، ونحن ساهرون، ننتظر أن يباركها، ليحقق أمنيات زرعناها، فتزهر قمحًا وحقيقة، فلا يأتي السارق، بل يكتمل عرس الخلاص.

الدايم دايم… وكل شيء عندنا ناقص، لأننا آثرنا على ميرون العماد، زيت المصالح والمنافع الشخصية، وأحللنا محل الجرن، حقائب المال والأعمال، وطرقنا كل الأبواب إلَّا أقربها.

فبرسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف… وبما أن القضية الأكثر إلحاحًا التي تقض مضاجعنا، قبل سواها،هي الأمن والاستقرار وبالتالي البقاء، يا طِوال العمر، ولئلايسبق السيف العذل، بعدما وجهت “داعش” وأخواتها في الوطن والمهجر والأقاليم، سيوفها إلى الداخل اللبناني، أقترح على أهل الحل والربط في لبنان، حلًّا لأزمته الحكومية المستعصية منذ نحو تسعة أشهر، قد تسهل استحقاق الرئاسة، فلا يسود الفراغ، لا سمح الله.

وعليه، صدر عن رئاسة الجمهورية المرسوم التالي:

تقبل استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وبعد مرسوم تكليف النائب تمام سلام رئاسة الحكومة،

تُشكل حكومة همها الأساسي حماية لبنان من أي انعكاسات محتملة لموسم التصفيات والحسومات الجارية في العالم والمنطقة، لقطع دابر الإرهاب والتكفير اللذين بلغا أشدهما، إلى حد أنهما باتا يضربان خبط عشواء لتثبيت حضورهما في المشهد السياسي، وقد أعلنا جهارًا نقل نشاطهما إلى لبنان، ولم يعد جائزًا، حيال ذلك، ممارسة الترف السياسي، بل المطلوب الآن وقبل فوات الأوان، تحصين الوضع الداخلي، ولو متأخرين، كي ننجو بأنفسنا ووطننا، ونصل إلى بر الأمان، سالمين معافين.

وعليه، تؤلف حكومة مصغرة، عنوانها الرئيس الأمن، قبل الرغيف وأي أمر آخر، وتكون السلطة التنفيذية الواسعة الصلاحية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والبديل الأمثل، في حال تعذر الانتخاب، على النحو الأتي:

النائب تمام سلام: رئيس حكومة، وزيرًا للحوار الوطني الشامل.

العماد جان قهوجي: وزيرًا للدفاع الوطني على أن يحتفظ بمنصبه قائدًا للجيش، مع تكليف أحد كبار الضباط قيادة المؤسسة العسكرية، بعد أن تتوحد نخبها المقاتلة، مضافة إليها نخب القطاعات الأمنية والعسكرية الأخرى، من أجل هدفين: الضرب بيد من حديد لكل محاولة للإخلال بالأمن، وتوفير الأمن الاستباقي الوقائي بتوحيد جهود كل الأجهزة الأمنية تحت سلطة ذاك الضابط، وبإشراف الوزير المختص.

اللواء عباس ابراهيم وزيرًا للخارجية، بعد نجاحه في نسج علاقات دولية وإقليمية أثمرت حلولًا وانفراجات في أكثر من ملف شائك ومعقد.

اللواء إبراهيم بصبوص وزيرًا للداخلية، مطلق الصلاحية في فرض الأمن ووقف التجاوزات وقطع دابر السرقات وأعمال الخطف والأعمال المخلة بالأمن والانتظام العام، ولاسيما منها قطع الطرق ولو لسبب تافه.

اللواء جورج قرعة وزيرًا للعدل، بعدما حققت مديرية أمن الدولة برئاسته إنجازات عدة، لم يطبَّل لها ولم يزمَّر.

اللواء وليد سليمان وزيرًا للاتصالات من أجل استكمال المنظومة الأمنية، بما يتوافق مع ضبط الأمن والإفادة من داتا المعلومات والاتصالات، على أن يحتفظ بمنصبه رئيسًا للأركان في الجيش.

اللواء محمد خير، وزيرًا للأشغال العامة والحالات الطارئة، بعدما اكتسبت الهيئة العليا للإغاثة التي يرئسها بالإنابة، صدقية في التصدي لمفاعيل الانفجارات والكوارث التي شهدها لبنان أخيرًا.

وزراء يمثلون الأفرقاء المتنازعين، يستكملون التمثيل الطائفي والسياسي، ولاسيما ما يتعلق بالشأن الطارئ الملح المتعلق باستخراج النفط والغاز واستعادة الثقة بالاقتصاد والاستثمار والوضع الاجتماعي، من دون التوقف عند أمر الحقائب والمكاسب، لأن الخطر الداهم يتطلب ترفعًا عن صغائر الاعتبارات السياسية والانتخابية.

وعليه، إن حكومة كهذه لا بد حائزة ثقة الشعب، وبالتالي ثقة المجلس النيابي، تملأ الفراغ الذي طال، وتقطع الطريق على أي استفراد للبنان في بازار التسويات القائمة، وتمهد لإتمام ولاية العهد المتبقي منها خمسة أشهر، وتواكب انتخاب رئيس جديد للجمهورية قوي يمثل طائفته في الدرجة الأولى، ويكون موضع ثقة جميع اللبنانيين وأملهم بغد مشرق.

فكرة جديرة بالتطبيق، تبعد شبح المخاطر وتديم في ربوعنا الأمن والطمأنينة، وتزرع الأمل في النفوس، على أن تساندها وسائل الإعلام بوقف برامج الفتنة والتسويق لها، وبتعميم روح الوحدة والحوار والنقاش الجاد، وبالإضاءة على الأزمات الملحة الواجب معالجتها، كي يحس كل لبناني أن غده في أرضه مرآة لأحلامه وآماله، ودواء لآلامه وجراحاته الكثيرة.

أمنية أودعتها نور الشمعة التي أضأتها، وسهرت معها منتظرًا زيارة الدايم دايم… وقد مر بكل بيت، ووقف على كل خاطر، واجترح معجزة جديدة، بأن أنقذ الأرض التي فيها ولد وعاش وبشر، وعن أهلها وأهل الأرض قاطبة صُلب وقام من بين الأموات، باذلًا نفسه من أجل أحبائه، مكفرًا عن خطاياهم.

فلتكن هذه الحكومة معمودية لبنان وخلاصه…

أللهم إني تمنيت.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إضغط هنا

أحدث المقالات